مسابقة تطوير شعار وزارة التعليم




في مقالة سابقة ذكرت لماذا تطور الشركات شعارها مبيناً الأسباب الشائعة التي تعتمد عليها هذه الجهات لتحديد الاستراتيجية التي يرتكز على أساسها هذا التطوير.

قضية تطوير شعارات وهويات الجهات الحكومية تختلف في كثير من الجوانب عن تطوير هوية الشركات والمنتجات والأفراد، فالشريحة المستهدفة ونطاق المنافسة والأهداف والتطلعات ونوع التطبيقات فيها عادة ما يلامس مجتمع واسع بدلا من فئة معينة، وأهدافها غالبا ما تتعلق بتطوير الأداء والتأثير بدلا من العوائد الربحية والتأثير على المستهلك، والتسويق لسمعة مجتمع بدلا من سمعة علامة تجارية.


لاحظنا مؤخرا مدى التفاعل مع المبادرة التي طرحتها وزارة التعليم السعودية لتطوير شعارها وهويتها، والتي كانت مرتبطة بسببين رئيسيين هما: تغير الاسم (الذي يجمع بين التعليم العام والعالي) وتغير الوزير. وقد لاحظنا مدى تفاعل المجتمع مع الهوية السابقة للوزارة والتي نالت الكثير من الاراء والانتقادات الإيجابية والسلبية خصوصا أن الانتقادات السلبية كانت تمثل النسبة الأكبر منها، لذلك أصبح من المهم جدا لهذه المبادرة أن تراعي تلك الاراء وتوظفها بشكل إيجابي للتطوير الجديد وبالتالي ترجيح كفة الآراء الإيجابية على السلبية.





النتائج الجديدة التي تم اختيارها للتصويت من قبل الوزارة









شعار الوزارة السابق





المبادرة بشكل عام رائعة جدا، وأبرز إيجابياتها تمثلت في عدة نقاط منها:
  • تشجيع الموهوبين والمهتمين بطرح المنافسة على الأفراد وعدم التوجه للشركات المختصة
  • طرح التصويت أيضا على المجتمع وعدم الاقتصار على متخذي القرار من الوزارة
  • التحفيز بتحديد جائزة نقدية للشعار الفائز
  • مدى التواصل والثقة بين جهة تمثل ثقافة مجتمع وبين فرد له قيمة كبيرة في هذا المجتمع
  • التشجيع على الخوض في مسؤوليات تدرب على القيادة والمسؤولية
  • إثراء موضوع وقضية للنقاش تساعد على نشر الوعي الفني والفكري

هذه الاسباب بشكل عام وإن كانت النتائج المطروحة للتصويت لم تكن مرضية لنسبة كبيرة من الآراء، هي من أعظم الإيجابيات التي تدل على مجتمع واعي ومثقف ومطلع وغيور على مصلحة بلده ومجتمعه وفكره واهتماماته.


ومن الحالات المشابهة قضية تطوير شعار جامعة كاليفورنيا التي أثارت رأي مجتمع كبير جدا بل وصل ذلك إلى آراء من مجتمعات أخرى لا تمت له بصلة. والأعجب من ذلك هو أن الجامعة تقبلت تلك الأراء وأخذتها على محمل الجد وتفاعلت معها وعدلت على النتيجة النهائية التي كانت تحمل جرأة غير معتادة. وأبرز تلك الآراء كانت تناقش ثلاثة جوانب:
  1. الاسم الجديد وصحة استخدامه وطريقة توظيفه في الشعار
  2. قابلية هذا الشعار لاستخدامه وتكيفه في التطبيقات المختلفة
  3. مناسبة الشعار لمستوى الشريحة المستهدفة




الشعار القديم







الشعار الجديد والذي واجه الكثير من الانتقادات










الشعار المطور بعد دراسة الأراء والانتقادات




الجدير بالذكر أن جامعة كاليفورنيا قامت مؤخرا بتجريد الشعار من الرمز بعد إدراك الكثير من الإنتقادات والاقتراحات التي لم تؤخذ في الحسبان في التطوير السابق:


الشعار المحدث مؤخرا




هذه حالة من الحالات التي تستدعي التأمل وأخذ أبعادها بعين الاعتبار. فإن قامت الوزارة فعلا بالتجاوب مع هذه الآراء وتطوير هذه النتائج، فإن هذا الأمر سيعكس إيجابيتين عظيمتين جدا: رفع مستوى النقد وثقافة الحوار في مدى تقبل الوزارة لآراء المجتمع، ورفع مستوى الذوق والفن في مدى ثقة المهتمين بالمشاركة في مثل هذه المبادرات.



تعليقات